يعد الأطفال زينة الحياة الدنيا، إذ يحلم جميع الأباء برؤية أطفالهم يلعبون حولهم، فحتى ضجيجهم في المنزل يُشكل لحنًا جميلًا يعزف عليه الأباء.

لكن قد يبدأ القلق لدى المتزوجين عندما لا يحدث حمل لأكثر من سنة، فيبدأ الخوف لديهم من تأخر الإنجاب، فمتى يجب أن نطلق مصطلح تأخر الإنجاب لدى الزوجين؟ وما الفرق بينه وبين العقم؟ وهل هناك أسباب محددة لتأخر الإنجاب؟ جميع هذه الأسئلة ستجيب عليها أخصائية النسائية والتوليد الدكتورة اليسار خيربك والتي تمتاز بخبرة لأكثر من تسعة عشر عامًا في استشارات الأمومة واستشارت قبل الزواج وغيرها من الأمور التي تتعلق بالإنجاب، والحمل، والدورة الشهرية، وغيرها من الأمراض النسائية.

متى بإمكاننا  ذكر مصطلح "تأخر الحمل" لدى الزوجين؟

يطلق مصطلح تأخر الحمل عندما يمر عام كامل على الزواج مع وجود علاقة زوجية منتظمة (الجماع بشكل منتظم) وبدون استعمال أي من وسائل منع الحمل، وطبعًا تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن غياب أحد الزوجين مثل السفر المتكرر خلال السنة الأولى من الزواج يجعل المدة لا تُحتسب كعام كامل، أي لا يجدر بنا القول في مثل هذه الظروف بتأخر الحمل.

متى يجب على الزوجين مراجعة الطبيب للكشف عن سبب تأخر الحمل؟

إذا تحققت الشروط السابق ذكرها ولم يحدث الحمل خلال السنة الأولى من الزواج فإن من الأفضل للزوجين مراجعة أطباء متخصصين في مجال الإنجاب والعقم.

ما هي أسباب تأخر الحمل؟ وما الفرق بينه وبين العقم؟

هنالك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تأخر الحمل وأهمها ما يلي:

• الاضطرابات الهرمونية التي قد تصيب أحد الزوجين أو كلاهما.
• أسباب تشريحية مرضية لدى الزوجة، والتي تشمل الالتصاقات الناتجة عن عمليات جراحية سابقة في البطن مثل عملية الزائدة الدودية، أو انسداد في أحد الأنبوبين أو كلاهما، أو بطانة الرحم المهاجرة، أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات، أو الداء الحوضي الناجم بعض الالتهابات النسائية، أو اضطرابات الدورة الشهرية، أو وجود عائق ميكانيكي كالبوليبات (السليلة أي الورم) أو سماكة المخاط في عنق الرحم التي من شأنها أن تجعل عنق الرحم بمثابة حاجز يصعب تخطيه بالنسبة للنطاف ممّا يعيق وصول النطاف للبيضة واخصابها.
• أسباب تتعلق بالزوج، وأهمها وجود اضطرابات في السائل المنوي (المني) للزوج مثل نقص المنويات وضعف حركتها ممّا يؤخر ذلك من وصول النطاف للبويضة لاخصابها، وتشمل أيضًا تشوه الحيوانات المنوية وهي حالة يتم معالجتها لدى أخصائي المسالك البولية وأمراض الذكورة.

فلتأخر الحمل أسباب عديدة وبمجرد معالجتها وتخطيها يُمكن الحمل والإنجاب بأقرب فرصة ممكنة إذ حينها يُصبح الحمل ممكننًا وليس مستحيلًا، على عكس العقم الذي ترافقه حالة انعدام فرصة الحمل والتي تشمل انعدام النطاف في السائل المنوي والخصية، أو وجود تشوهات في الرحم غير قابلة للإصلاح والعلاج وغالبًا ما تكون تشوهات خَلقية.

مع تطور العلم وتقدمه أصبحت حالات انعدام فرصة الحمل قليلة جدًا، فالتقنيات الحديثة للإخصاب جعلت المستحيل ممكنًا.

ما هي التحاليل اللازمة للكشف عن سبب تأخر الحمل؟

التحاليل والاستقصاءات التي نجريها في البداية هي عبارة عن خطوات متتابعة متصلة ببعضها البعض، في البداية يجب أخذ السيرة المرضية كاملةً  للتأكد من عدم وجود مرض سابق قد أصيب به أحد الزوجين والذي قد يكون سببًا لتأخر الحمل، ثم نجري تصويرًا للزوجة بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) للتأكد من أن شكل وحجم الرحم والمبيضين طبيعية، وأنه يوجد على المبيض أجربة (مساكن البيوض) للإباضة.

كذلك لا بد من إجراء الفحص النسائي للتأكد من شكل وسلامة الجهاز التناسلي الأنثوي خاصةً عنق الرحم، ثم يأتي إجراء التحاليل الدموية للهرمونات لكل حالة والتي قد تكون إمّا تحاليل عامة أو خاصة، ومن أهم التحاليل الهرمونية هي هرمون الذكورة(هرمون التستوستيرون) وهرمون الأنوثة (هرمون الاستروجين)، وهرمونات الغدة الدرقية، وهرمون البرولاكتين أو ما يسميه الناس هرمون الحليب، وطلب تحليل السائل المنوي للرجل.

عندما نتأكد أن كل ما سبق طبيعيًا  نلجأ للخطوة التالية وهي الصورة الظليلة للرحم وأنبوب فالوب مع البوقين أو ما تسمى أشعة الصبغة للرحم.

ما هي العلاجات المقترحة لعلاج تأخر الحمل؟ ومتى يتم اللجوء للحقن المجهري؟

تعد العلاجات المقترحة لعلاج تأخر الحمل عبارة عن خطوات متتالية، كما  تختلف نقطة البدء في العلاج من حالة لأخرى؛ فبعض الحالات نبدأ فيها بتحريض الإباضة أو مراقبتها فقط، أو نبدأ بعلاج الاضطرابات الذكرية لدى الزوج، والبعض الآخر نقترحها بدايةً على الزوجين مثل حقن النطاف داخل الرحم (التلقيح الاصطناعي) أو أطفال الأنابيب، إذ يتم اقتراح هذه الحالات في حال فشلت الحالات السابق ذكرها من تحريض الإباضة أو نتيجة لعدم استجابة العلاج لدى الزوج.

هل هناك أي نصائح تقدميها للمتزوجين حديثًا للوقاية من تأخر الحمل؟

أنصح بالغذاء المتوازن والرياضة للوقاية من البدانة التي تؤثر بشكل غير مباشر مسببة تأخر الحمل، كذلك بالامتناع عن التدخين لأنه أيضاً من الأسباب غير المباشرة لتأخر الحمل، كذلك أنصح خلال السنة الأولى من الزواج بعدم استعمال موانع حمل، إذ قد تكون طويلة الأثر بعد إيقاف استعمالها مثل اللولب داخل الرحم.

لا تتردد بسؤال واستشارة الدكتورة اليسار خيربك وباشر في الحجز لديها في عيادتها القانطة في رويال ميديكال سنتر في حال لاحظت أن الحمل قد تأخر لديكما خاصة بعد سنة كاملة من الزواج.