مع تطور التكنولوجيا أصبح الأطفال ينافسون الأباء في استخدام الهواتف الذكية، والآيباد (الجهاز اللوحي)، وشاشة التلفاز، وغيرها من التكنولوجيا الحديثة. لكن كما يقول المثل: "العلم سلاح ذو حدين"، إذ ساهمت شاشات الحاسوب والتلفاز في تنمية وتطوير الطفل في عدة مجالات، لكن أيضًا لم تخلو من وجود أضرار على الطفل سواء إصابته بالأمراض العضوية مثل جفاف العيون، أو أمراض نفسية كالإدمان على الهاتف مثلًا. دعنا في هذا المقال نتعرف على ايجابيات ومساوئ التكنولوجيا الحديثة في شاشات التلفاز، والحاسوب، والايباد، والهواتف الذكية.

ما هي سلبيات شاشات التكنولوجيا على الأطفال؟

أولًا دعنا نتعرف على أضرار ومساوئ شاشات التكنولوجيا على الأطفال، ومن هذه السلبيات ما يلي:

السمنة

لعلّ أهم سلبيات شاشات التكنولوجيا الحديثة هو إصابة الطفل بالسمنة، إذ يُساهم جلوس الطفل على شاشة الحاسوب أو التلفاز أو الأيباد على فترات زمنية طويلة في تعرضه للسمنة، كيف لا وهو يبقى جالسًا لفترات طويلة دون تحرك، وقد يتناول بعض الأطعمة الضارة أثناء مشاهدته التلفاز مثلًا، كل هذا يُساهم في زيادة وزنه، إذ يُعد الجلوس على شاشة التلفاز لفترات طويلة السبب الثالث الرئيسي للسمنة عند الأطفال، إذ نلاحظ أنّ الأطفال في يومنا هذا قليلو الحركة على عكس ما كنا عليه سابقًا.

بإمكانك تغيير نمط طعام طفلك من خلال تحضير صندوق الغذاء خاصته بطرق إبداعية تُحفزه على تناول الطعام.

اضطرابات النوم

يعد مُعدل النوم الطبيعي للأطفال ما يُقارب عشرة ساعات في اليوم، لكن عند الاستخدام المطول لشاشات التلفاز أو الموبايل أو الآيباد قد يؤدي إلى اضطرابات واختلالات في نوم الطفل، ممّا يقلل عدد ساعات نومه، مؤثرًا بذلك بشكل سلبي على نشاطه خلال اليوم، إذ قد يُصبح كسولًا بعض الشيء، وقد يتحول لعدائي أحيانًا. ينصح الوالدين عند ملاحظة تغير في نوم الطفل نتيجة الاستخدام المطول لشاشة التلفاز أو الحاسوب أو الآيباد في استشارة أفضل الأطباء المختصين في اضطرابات النوم.

اضطرابات الرؤية

لا شك أنّ الاستخدام المطول لشاشات التلفاز أو الحاسوب تؤثر سلبًا على العين، إذ تؤدي لمشاكل عديدة في الرؤية والإبصار بدءًا من جفاف العين وانتهاءًا باضطرابات تؤثر على القدرة في الرؤية. تبدأ أعراض تأثير شاشات التلفاز على شكل صداع يصيب الطفل، ومشاكل في الإبصار تؤثر على نشاطاته اليومية، لذا يُنصح الأهل بأخذ الحيطة والحذر وتقليل عدد ساعات جلوس الأطفال على شاشات التلفاز والأجهزة التكنولوجية المختلفة، ولا ضير من مراجعة طبيب العيون لإجراء الفحوصات الدورية لطفلك.

بإمكانك قراءة المقال التالي الذي يوضح لك متى بإمكانك أخذ طفلك لطبيب عيون الأطفال لا تتردد في قراءته.

الاضطرابات النفسية والاجتماعية

قد يؤدي الإدمان على شاشات التلفاز أو الهاتف أو الآيباد على الانعزال والانطواء على الذات، ممّا ينعكس سلبًا على علاقاته الاجتماعية مع أقرانه وأهله وأصدقائه، وقد تتطور مثل هذه الحالة وتؤدي إلى الاكتئاب. في مثل هذه الحالة لا تتردد في استشارة طبيب الصحة النفسية الخاص بالأطفال ليساعدك على تجاوز هذه المحنة.

عصيان الوالدين

يؤدي الانغماس والإدمان على شاشات التكنولوجيا المختلفة إلى تحول الطفل لشخص عدائي في حال قام والديه بنصحه أو توبيخه لترك الاستخدام المطول للهاتف أو الآيباد، لذا يقوم الطفل بعصيان أبويه وعدم الخضوع لما يقولون، بل وقد يتطور الأمر لديه ومعاندتهم في شتى الأمور، في مثل هذه الحالة يُنصح الوالدين بمراجعة أخصائي نفسي لمساعدتهم في حل مشكلة عناد الطفل وعصيانه لهم.

ما هي ايجابيات شاشات التكنولوجيا على الأطفال؟

دعنا الآن نتعرف إلى فوائد وايجابيات ما قدمته التكنولوجيا لنا في شاشات التلفاز، والهاتف، والآيباد، وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة.

العروض التعليمية المفيدة

تتيح وسائل التكنولوجيا الحديثة وبالأخص شاشات التلفاز عروضًا تعليمية بشكل يجذب انتباه الطفل لمشاهدته، على سبيل المثال هناك قنوات تحفز الأطفال على تعلم الحروف الأبجدية، أو الأرقام، وحتى طرق التعامل مع الوالدين، والصدق، والأمانة، والإخلاص أيضًا.

تطوير مهارات التعلم

تتيح برامج التعلم المختلفة مثل برامج الفوتوشوب والبرمجة خيارات عديدة لتعلم مهارات جديدة لدى طفلك، خاصة الأطفال الذين تجاوزوا الثامنة من عمرهم، إذ تعمل مثل هذه البرامج على زيادة الإبداع لدى طفلك، ممّا يُنمي وينشط الذاكرة والعقل لديه.

زيادة الترابط الأسري

يُمكنك استغلال التكنولوجيا لصالحك في جمع شمل العائلة، على سبيل المثال بإمكانك جدولة وقتك وتخصيص يوم معين لمشاهدة الفيلم مع أطفالك وإجراء حوار نقاشي حول الفيلم بعد انتهائه، أليس بالأمر الممتع!، إذ تقوي مثل هذه الأمور الأواصر والروابط العائلية.

قامت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتخصيص جدول زمني لتنظيم وقت طفلك على شاشات التكنولوجيا المختلفة وفقًا لعمره، كالتالي: